ترجمات عبرية

معاريف: بلياردو شرق اوسطي

معاريف 1/5/2024، ران أدليست: بلياردو شرق اوسطي

يبدو وكأن ساعة الحقيقة حانت، سواء قرر نتنياهو قبول العرض المصري في صفقة المخطوفين (المعنى هو الغاء رفح وموجة احتجاجات من معسكر اليمين) أم ردها (المعنى هو موجة احتجاجات من معسكر الوسط – اليمين واليسار). رد فعله الشرطي هو تأجيل جلسة كابنت الحرب وعلى ما يبدو الغاء مشاركته في احتفالات يوم الاستقلال. من هنا لاحقا هذه معركة التأجيل لنتنياهو امام كل العالم وهكذا تبدو لعبة بلياردو تلعب اليوم. اللاعبون هم السعودية، اتحاد الامارات، مصر، الأردن، الناتو وإسرائيل.

 الكرة السوداء، الاستراتيجية، هي تفكيك ائتلاف نتنياهو لاجل البدء في حوار إقليمي مع حكومة جديدة في صالح تعزيز المدماك الشرق اوسطي لبايدن. التكتيك هو ادخال باقي الكرات في الجيوب الصحيحة من خلال رزمة اغراءات لإسرائيل: تمويل بنية تحتية امنية واسلحة لجهاز الامن. تطبيع مع السعودية، مفاوضات مع حماس على تحرير الكل لقاء الكل (مقابل وقف القتال في غزة)، تأييد الغاء خطة أوامر اعتقال المحكمة الجنائية في لاهاي، التلويح بعدة تهديدات، عقوبات ورفع رضع عادوا من الاسر. 

الفكرة التي من خلف بعض من تلك الخطوات هي دفع بن غفير وسموتريتش للخروج من الحكومة، احداث انتخابات واجراء محادثات بناءه اكثر مع الحكومة الجديدة. الوسائل هي، ضمن أمور أخرى، تنسيق كامل بين جهاز الامن لدينا والإدارة الامريكية لاجل اجبار نتنياهو على الحسم. مشكلة نتنياهو هي ان ليس له اغلبية في الكابنت الضيق لخطوات حربية وليس له اغلبية في الكابنت الواسع لخطوات حل وسط وليس واضحا في أي وضع تراكمي هو يوجد في كل لحظة معطاة. 

وأنا اقدر ان هو نفسه ليس لديه فكرة واضحة كيف سيتصرف إزاء الضغوط التي تمارس عليه. كما ليس لبن غفير وسموتريتش فكرة كيف سيتصرفان على افتراض انهما يفهمان بان وقف نار لغرض إعادة المخطوفين هو انهيار دومينو في صالح مخطط بايدن الذي هو نفسه المهدد الحقيقي على اليمين على اجياله. 

لتذكيرنا بالطريق الذي قطعناه من مخطط ترامب حتى مخطط بايدن: في نهاية كانون الثاني 2020 عرض الرئيس ترامب خطته لانهاء النزاع. بروح التاجر الأعظم في كل الأزمنة (هكذا درج ترامب على أن يعرض نفسه) عرض المخطط احتفاليا كـ “صفقة القرن” لترامب. وفور عرضها بالتفصيل كان واضحا ان الحديث يدور عن هراء، غير أن الزينة (المكتب البيضوي)، حماس الصحافيين والتصريحات المتبجحة لترامب وبيبي جعلت احتفالا عليلا “يوما تاريخيا مثلما اعلن نتنياهو. ورد ترامب عليه بـ “هذه خطوة كبيرة نحو السلام”، ونتنياهو رد عليه “إسرائيل مستعدة لان تتفاوض فورا على السلام”. في تلك الأيام، نتنياهو وجارد كوشنير، صهر ترامب، اتفقا على شروط الاحتلال: القانون الإسرائيلي ينطبق في كل مستوطنات الضفة، تقوم دولة فلسطينية مجردة من السلاح، السيطرة الأمنية في الضفة تبقى في ايدي إسرائيل، القدس عاصمة إسرائيل بدون تقسيم، اليهود يسمح لهم بالصلاة في الحرم، عاصمة فلسطينية في ابوديس، خارج الجدار في شرقي القدس، أراض في شرقي النقب تنقل الى سيطرة فلسطينية. وخصصت للمفاوضات أربع سنوات يجمد فيها البناء في المستوطنات، الفلسطينيون يتخلون عن حق العودة وقطاع غزة يرتبط بالضفة الغربية بنفق. لطيف ان نتذكر صحيح؟ 

في بوابات البيت الأبيض، حيث تنعقد اليوم المظاهرات ضد إسرائيل – نتنياهو، رقص في ذاك اليوم أعضاء وفد المستوطنين الذي رافقه الى واشنطن. في يوم الاحد في جلسة الحكومة، وعدوا المراسلين، سيكون اعلان عن الضم. على طريقتهم لم يقرأوا الا البنود المريحة لهم وكانوا واثقين بان بيبي سينجح في طمس ما تبقى. هذا بالضبط، لكن في المقلوب، ما يأملون في أن ينفذه الان. فلنراهم، فلنرانا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى