ترجمات عبرية

هآرتس: الحكومة في حالة اضطراب، ثمانية أمور كنت أرغب في فعلها بصورة مختلفة

هآرتس 28/4/2024، بقلم: يئير لبيدالحكومة في حالة اضطراب، ثمانية أمور كنت أرغب في فعلها بصورة مختلفة

حكومة اسرائيل توجد في حالة اضطراب، لا توجد لها سياسة يمكن لأي أحد أن يفهمها، ولا توجد لها أي رؤية. واذا كنتم لا تصدقون لأنني رئيس المعارضة، اسألوا آخرين، اسألوا سكان الشمال، اسألوا سكان غلاف غزة، اسألوا عائلات المخطوفين، اسألوا رؤساء جهاز الامن، اسألوا الامريكيين واسألوا رجال الاحتياط. توجد ثمانية أمور يجب علينا فعلها بشكل مختلف وهي:

صفقة لتحرير المخطوفين. هذه هي المهمة الاكثر الحاحا. هذا قرار صعب، لكن حان الوقت للقيام به. يجب على الحكومة عقد صفقة لاعادة المخطوفين حتى لو كانت تعني وقف الحرب في غزة. اسرائيل في الاصل لا تدير الآن حرب. والمراوحة في المكان لا تعمل في صالحنا. يمكننا العودة الى رفح فيما بعد. الآن يجب علينا فعل أي شيء من اجل اعادة المخطوفين الى البيت.

زيادة المساعدات الانسانية في غزة. امام حكومة اسرائيل وقفت امكانيتان في موضوع المساعدات. الاولى اغراق غزة بالمساعدات، سواء من اجل ازالة الضغط الدولي عنا، وايضا لأن هذه هي قيمنا كدولة ديمقراطية، أو منع المساعدات عن غزة كأداة ضغط على حماس في قضية المخطوفين – هذا لم يكن ليساعد، لكنه على الاقل كان سيكون قرار سياسي. 

بدلا من ذلك اوجدت الحكومة خيار ثالث، اسوأ من الخيارات السابقة. فقد ادخلت الى غزة القليل جدا من المساعدات وبذلت كل الجهود لاخفاء ذلك ايضا كي لا تغضب ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. هذا لم يثر فقط الغضب الشديد في العالم، بل عزز حماس ايضا. عندما دخل القليل جدا من المساعدات هذا شكل لها أداة سيطرة على سكان غزة. توجد لدولة اسرائيل مصلحة واضحة في التأكد من أن لا يكون في غزة جوع ونقص في المواد الاساسية. 

التوصل الى اتفاق مع مصر على محور فيلادلفيا ومعبر رفح. من اجل أن تتمكن اسرائيل في المستقبل من العمل في رفح يجب عليها أولا أن تعقد مع المصريين خطة لمحور فيلادلفينا وتشغيل معبر رفح. واذا لم تكن لنا سيطرة على جميع مداخل غزة، فوق وتحت الارض، فان حماس ستتمكن من بناء قوتها من جديد، أو ببساطة الهرب في كل مرة يقترب فيها الجيش الاسرائيلي. المصريون مستعدون للتعاون، لكنهم معنيون بأن تكون السلطة الفلسطينية جزء من تشغيل معبر رفح، كما كان الامر حتى العام 2017. 

تحديد موعد لعودة المخلين الى المنطقة الشمالية. حكومة اسرائيل لا يمكنها التنازل عن قطعة ارض من البلاد، مزدهرة وجميلة، فقط لأنه لا توجد لها سياسة. يجب عليها الاعلان بأنه في 1 ايلول سيتم افتتاح السنة الدراسية في الشمال كالمعتاد. هذا يفضل أن يحدث باتفاق سياسي يسحب الى الخلف حزب الله، الى خارج ما يسمى “مدى الكورنت” (10 كم). ولكن اذا لم يحدث ذلك بالحسنى فانه سيحدث بالقوة. مواطنو دولة اسرائيل لن يكونوا منفيين في بلادهم. 

طرح خطة مرتبة لليوم التالي. ما يجب على الحكومة فعله هو البدء في النقاش حول “اليوم التالي” في قطاع غزة مع السعودية ودولة الامارات والولايات المتحدة ومع السلطة الفلسطينية ايضا، التي لن تكون جزء من ترتيبات الامن في غزة، بل فقط جزء من الجهاز المدني لادارة القطاع. هذا النموذج قائم ويعمل الآن ايضا. “الحكومة اليمينية المطلقة” لديها علاقات امنية واقتصادية ومدنية وثيقة مع الفلسطينيين في كل مناطق يهودا والسامرة. ولا يوجد أي سبب لعدم العمل بنفس الطريقة في قطاع غزة ايضا.

القول للسعودية وامريكا بأننا لا نستبعد امكانية الانفصال عن الفلسطينيين. لا أحد طلب منا اقامة في الغد دولة فلسطينية، أو حتى التضحية بذرة تراب. كل ما يريده منا العالم هي القول بأنه اذا اثبت الفلسطينيون لنا بأنهم هادئين مثل السويديين والاستراليين ويحبون السلام مثل الهولنديين فنحن سنكون على استعداد لفحص الانفصال عنهم. الحديث يدور عن عملية ستستغرق سنوات وتحتاج الى اثبات، الدليل عليه ملقى على عاتقهم. 

ثمن هذا الاستعداد الرمزي سيكون اتفاق تاريخي مع السعودية وتشكيل تحالف اقليمي مناهض لايران وتحسين اتفاقات ابراهيم ومنتدى النقب، التي ستعيد الاقتصاد الى مساره وتنهي العزلة السياسية التي تلحق بنا. وحقيقة أننا نرفض قول ذلك بسبب الخوف من غضب بن غفير، هي هستيريا. 

تغيير السياسة الخارجية ونظرية الاعلام. التوقف عن تمثيل مواجهة لا حاجة اليها مع الادارة الامريكية. تعزيز العلاقات مع يهود امريكا الليبراليين. تأييد اوكرانيا بدون تحفظ. عدم مقاطعة الدول التي تقوم بانتقادنا. تركيز منظومة الدعاية في وزارة الخارجية (الآن هي منقسمة بين خمس وزارات). تشكيل قوة مهمات خاصة للجامعات في امريكا. تشكيل طاقم للرد الفوري كما كان الامر في السابق. ترسيخ التعاون مع جهات في المجتمع المدني مثل “هيئة الاعلام المدني”، مشروع “اسرائيليز” ومشروع “إي.سي.تي – آي ال”.

تشكيل حكومة مختلفة. حكومة بدون متطرفين، عقلانية، جيدة وناجعة. بدون رئيس حكومة فاشل ومدمر ومتهم بالكارثة الاكثر فظاعة التي حلت بنا ولا يتوقف عن التحريض ضد مواطنيه. بدون البنية الضارة لمجلسين يتشاجران. حكومة تعيد الردع وتقيم حلف عسكري امام التهديد النووي الايراني، الذي كان وما زال التحدي الرئيسي لنا.

حكومة تعيد بنجاعة ترميم بلدات الغلاف وتشكل لجنة تحقيق رسمية في احداث 7 اكتوبر، وتقوم بتطوير علاقات خارجية لاسرائيل وتزيد التحالف مع الامريكيين. حكومة لا تخشى من تجنيد الحريديين وتجلب الامن الشخصي للمواطنين وتعزز التعليم الرسمي والتعليم العالي وتعمل على خفض غلاء المعيشة وتساعد الطبقة الوسطى. توجد كلمة بالعبرية تصف مثل هذه الحكومة وهي كلمة “الأمل”.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى