ترجمات عبرية

هآرتس: السعودية تريد تطبيعا، لكن الحلف بين نتنياهو واليمين المتطرف لا يسمح بالتقدم

هآرتس 1/5/2024، امير تيفون وآخرين: السعودية تريد تطبيعا، لكن الحلف بين نتنياهو واليمين المتطرف لا يسمح بالتقدم

وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، وصل الى اسرائيل أمس. وقد التقى مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة، اسحق هرتسوغ، وعضو الكابنت الوزير بني غانتس. في هذه الزيارة سيحاول الدفع قدما بالمحادثات حول صفقة اطلاق سراح المخطوفين وفحص امكانية التقدم نحو اتفاق سياسي بين اسرائيل والسعودية. بلينكن يصل الى اسرائيل بعد اجراء زيارات في الفترة الاخيرة في السعودية والاردن، التي ركزت ايضا على الحرب في غزة في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، واحتمالية أن تعمل اسرائيل في رفح. هناك يتركز اكثر من مليون مواطني فلسطيني.

بلينكن سيجري زيارة في ميناء اسدود مع رئيس الامن القومي تساحي هنغبي من اجل الفحص عن كثب عملية نقل المساعدات الانسانية من الميناء الى قطاع غزة. في الفترة الاخيرة استخدمت الادارة الامريكية ضغوط كبيرة على اسرائيل من اجل نقل المساعدات مباشرة من الميناء الى القطاع، الامر الذي سيعمل على تسريع ادخالها.

مصدر دبلوماسي مطلع على المحادثات بخصوص زيارة وزير الخارجية قال للصحيفة إن الهدف الاكثر الحاحية بالنسبة لبلينكن هو تحقيق صفقة لتحرير المخطوفين الاسرائيليين ووقف الحرب. وحسب قوله، رغم أنه في تصريحاته الاخيرة بهذا الشأن ألقى بلينكن المسؤولية عن تأخير الصفقة بالاساس على حماس، فان وزير الخارجية يعنى بالتأكد من أن نتنياهو هو ايضا لا يضع العقبات. في الادارة الامريكية يقلقون من تصريحات وزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، اللذين هددا باسقاط الحكومة اذا صادق نتنياهو على صفقة تعتبر بالنسبة لهما “غير مجدية”. 

حول امكانية التطبيع فان وزير الخارجية السعودي وبلينكن اصدرا رسائل متفائلة اثناء زيارة الاخير في المملكة. فقد قالا إن معظم المواضيع المتعلقة باتفاق محتمل بين السعودية والولايات المتحدة واسرائيل، الذي سيشمل التطبيع بين الرياض والقدس، اصبحت الآن متفق عليها. ولكن الموضوع الفلسطيني يستمر في أن يكون العقبة امام هذا الاتفاق، بالاساس الفجوة بين طلبات السعودية الاساسية – اعلان اسرائيل أنها تؤيد اقامة الدولة الفلسطينية وخطوات عملية على الارض لصالح هذا الموضوع – وبين قدرة نتنياهو على التصرف في ظل ائتلاف مع بن غفير وسموتريتش اللذان يتطلعان الى اسقاط السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية.

بلينكن يتوقع أن يعرض على نتنياهو الفرصة القائمة لاختراقة مع السعودية وأن يناقش معه الثمن السياسي المطلوب منه من اجل التمكين من ذلك. وحسب اقوال المصدر الذي تحدث مع الصحيفة فانه “لن يكون أي شيء لا يعرفه رئيس الحكومة، لكنه سيسمع من وزير الخارجية تحديثات حول محادثاته الاخيرة في السعودية، التي يمكن ربما أن تؤثر عليه”.

في اسرائيل يقدرون أن حماس يتوقع أن تنشر اليوم الرد على اقتراح الوساطة المصري فيما يتعلق بصفقة تحرير المخطوفين. وقد قرروا أمس عدم المصادقة على ارسال بعثة اسرائيلية الى القاهرة، حسب مصدر سياسي. لأنه في اسرائيل تقرر انتظار رد حماس قبل اتخاذ أي قرار حول سفر البعثة.

القناة الرسمية في مصر “القاهرة” نشرت أمس بأن بعثة حماس للمحادثات غادرت القاهرة وستعود مع رد خطي في موعد غير معروف. رئيس البعثة، خليل الحية، قال في يوم السبت بأن حماس تسلمت عرض اسرائيل حول صفقة التبادل، وأنها سترد عليه بعد فحص تفاصيله. مصادر في حماس قالت للصحيفة بأن حماس تطالب بضمانات منها أن لا تقوم اسرائيل باستئناف القتال ضدها في القطاع، ايضا في مدى شهرين من تطبيق الصفقة ووقف اطلاق النار، كشرط لاستكمالها. “نحن نريد حياة لصالح الفلسطينيين في غزة”، قال احد المصادر، “هذا يعني وقف الحرب وانسحاب اسرائيل واعمار القطاع وخطة سياسية واضحة”. 

مصدر اجنبي مطلع على الاتصالات التي تديرها الولايات المتحدة للتطبيع بين اسرائيل والسعودية، قال للصحيفة إن الحكومة السعودية اتخذت قرار مبدئي بتعزيز العلاقات مع اسرائيل، لكنها مترددة فيما اذا كانت تريد تطبيق هذه الخطوة في الاسابيع القريبة أو فقط بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في تشرين الثاني القادم. مقابل التطبيع، الرياض تتوقع المطالبة بضمانات تضمن تقدم واضح في قضية اقامة الدولة الفلسطينية.

“السعودية قررت العمل على اتفاق مع اسرائيل”، قال نفس المصدر. “هذه عملية استراتيجية مبدئية، كجزء من التقارب مع الولايات المتحدة، وهي معنية بتطبيقها”. وحسب قوله فانهم في الرياض ما زالوا يترددون بخصوص التوقيت، ومن المتوقع أن يبتوا في هذه المسألة في الايام القريبة القادمة. النقاشات في الحكومة السعودية في الاسابيع الاخيرة هي حول ما اذا سيتم اعطاء هذه الهدية للرئيس جو بايدن الذي يعتبر بطة عرجاء، ومن غير المؤكد أن يفوز في الانتخابات، أو أن ينتظروا الرئيس القادم على فرض أنه سيحدث انقلاب. هم مترددون فيما اذا كان الاتفاق مع اسرائيل، على فرض أن مطالبهم ستتم الموافقة عليها، لن يعتبر كمساعدة لحملة بايدن السياسية، التي يمكن أن تمس بالعلاقات مع الرئيس القادم. في الاصل أي رئيس سيتم انتخابه يمكنه أن يوفر للنظام في السعودية تسهيلات اكثر بعد أن تنتهي الحملة الانتخابية.

الصعوبة الرئيسية التي يلاحظها دبلوماسيون غربيون مقربون من السعودية، هي القضية الفلسطينية. طلبات السعودية من اسرائيل في الحقيقة متدنية مقارنة مع التي عرضتها المملكة في مبادرة السلام العربية التي عرضتها في 2002، لكنها عالية بالنسبة لشركاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الائتلاف من اليمين المتطرف. وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الامن الوطني ايتمار بن غفير يعارضان بشدة أي اعتراف اسرائيلي بالدولة الفلسطينية، حتى ولو على المستوى التصريحي فقط، وقد هددا باسقاط الحكومة اذا قام نتنياهو بخطوات فعلية في هذا الاتجاه. في السعودية اوضحوا مرات كثيرة في السنوات الاخيرة بأن هذه الخطوات هي شرط رئيسي للتقدم مع اسرائيل. من جهة اخرى، في الولايات المتحدة يقدرون أن الحرب وتأثيرها على الرأي العام العربي فقط عززت التزام السعودية بتحقيق انجازات مهمة من اجل الفلسطينيين في اطار المفاوضات مع اسرائيل.

تردد السعودية يرتبط ايضا بجانب آخر من السياسة الامريكية: علاقات القوة بين الرئيس والكونغرس. جزء من طلبات السعودية من الولايات المتحدة يحتاج الى مصادقة ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ. في الرياض يوجد من يخافون من أنه اذا تم انتخاب الرئيس ترامب فان الديمقراطيين لن يوافقوا على التعاون والمصادقة على طلبات السعودية التي تشمل حلف دفاع مع الولايات المتحدة ومساعدة لاقامة مشروع نووي في السعودية. في المقابل، طالما أن بايدن يوجد في البيت الابيض فان معظم اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يتوقع أن يؤيدوا هذه الخطوة، لا سيما اذا اوضح لهم الرئيس بأن هذا الامر سيساعد في حملته الانتخابية. في الجانب الجمهوري، حسب تقديرات داخلية في اسرائيل وفي السعودية، سيكون هناك ما يكفي من اعضاء مجلس الشيوخ الذين سيؤيدون الاتفاق رغم أن هذا الامر سيساعد بايدن، بسبب الضغط الذي يستخدمه اللوبي المؤيد لاسرائيل في امريكا، مع التأكيد على المسيحيين الافنغليين. 

وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، قال أول أمس في قمة منظمة دول التعاون الخليجي في الرياض إن الاتصالات من اجل التطبيع بين السعودية واسرائيل قريبة جدا من الانتهاء. ونظيره السعودي فيصل بن فرحان اضاف بأن اتفاق امني بين بلاده والولايات المتحدة هو قريب جدا. “معظم العمل تم”، قال واضاف، “توجد لنا خطة هيكلية حول ماذا نعتقد أنه يجب أن يحدث في القضية الفلسطينية. السلطة الفلسطينية بحاجة الى الدعم والمساعدة، والسعودية ستجد صعوبة في التعهد بتوفير ذلك دون وضوح فيما يتعلق بمسار اقامة الدولة الفلسطينية”. وحسب قوله فان كل جهة ستدخل الى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب يجب أن تكون موثوقة كي لا تعتبر قوة محتلة، لذلك توجد حاجة الآن الى مناقشة ذلك وتقديم افق سياسي واضح، وليس فقط ترتيبات امنية مستقبلية. واضاف بأن الحرب في غزة خلقت ازمة انسانية، وحتى أنها تسببت بالانهيار الكامل للمنظومة السياسية في القطاع. وحسب قوله فان الرياض تعتقد أن حل الازمة يجب أن يكون عرض مسار موثوق، لا يمكن التراجع عنه، لاقامة الدولة الفلسطينية. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى