ترجمات عبرية

هآرتس: “الملك بيبي” في مهمة: تفكيك دولة إسرائيل

هآرتس ٩-٣-٢٠٢٤، بقلم كارولين ليندسمان: “الملك بيبي” في مهمة: تفكيك دولة إسرائيل

بنيامين نتنياهو لا يقدم استقالته لأنه يؤمن بأنه توجد له فرصة لإيصال إسرائيل إلى بر الأمان. وهو على قناعة بأنه رغم الأوراق السيئة التي توجد في يده، فإنه ما زال قادرا على الفوز والقيام بعدة خطوات عسكرية وسياسية ستنقذ ارثه. «الملك بيبي» ما زال يؤمن بأن الله سيهب لمساعدته ويعطيه «النصر المطلق»، وبعد ذلك حتى السلام مع السعودية، وسيمنع تقزيمه في كتب التاريخ إلى الشخص المسؤول عن الكارثة الأكبر في تاريخ الدولة وتاريخ الشعب اليهودي منذ الكارثة، وسيسمحون له بالنزول عن خشبة مسرح التاريخ باحترام نسبي.
نتنياهو يحلم. فليست لديه أي فرصة. في صراعه المأساوي مع مصيره ضد كل الاحتمالات، ومع مضاعفة المقامرة، هو يجر معه إسرائيل إلى الأسفل. مع وجود اكثر من 30 ألف غزي قتيل، من بينهم 12.500 طفل، والجوع الشديد والكارثة الإنسانية ومشاهد الدمار والخراب، وحيث كل العالم يقول إبادة جماعية ويعتبرنا مجرمي حرب فإنه لا يوجد ولن يكون هناك نصر مطلق. إسرائيل أصبحت دولة مجذومة.
نتيجة لذلك هي تعرض للخطر تحالفاتها مع العالم، وفي المقام الأول مع الولايات المتحدة.  الاعتراف يأتي دائما متأخرا جدا. عندما ستدرك إسرائيل بأنها دولة مجذومة فإنه لن يكون بإمكانها تغيير ذلك. وعندما ستسقط تحالفاتها واحدا تلو الآخر مثل الدومينو، سيكون الوقت متأخرا جدا للإصلاح. المسألة هي أنهم في إسرائيل غير قادرين على تخيل إمكانية أن التحالف مع الولايات المتحدة سيتحطم. هذا أيضا تصور قام نتنياهو بتنميته في الوقت الذي سمح فيه لنفسه بهامش مناورة وقوض بشكل دائم العلاقات معها.
على مستوى انقطاع إسرائيل عن الواقع يدل أيضا زخم رخص البناء في المستوطنات. فقد وجدوا لها الوقت في ذروة جدال العالم حول الصهيونية كمشروع كولونيالي – الخروج إلى جولة أخرى من سلب الأراضي في المناطق المحتلة. مجلس التخطيط الأعلى صادق في هذا الأسبوع على بناء آلاف الشقق في (أفرات ومعاليه أدوميم وكيدار)، بعد أن أعلنت الإدارة المدنية في الأسبوع الماضي عن آلاف الدونمات في منطقة «معاليه أدوميم» كأراضي دولة، وقائد المنطقة الوسطى صادق على أمر تحديد منطقة الولاية القضائية لمستوطنة جديدة باسم «مشمار يهودا». بهذه الوتيرة سيبدأ في القريب الاستعداد لبناء الهيكل الثالث في منطقة الحرم (هذا غير مستبعد. فمنذ فترة طويلة توجد طاقة للهيكل الثالث في الأجواء، برامج هندسية مفصلة للهيكل المستقبلي، محاولة استئناف أعمال تقديم القرابين في الحرم، ونشيط جبل الهيكل، وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، الذي يعمل على تغيير الوضع الراهن في الحرم جلب لنا هو وشريكه في الجريمة «طوفان الأقصى»).
سلوك إسرائيل هو سلوك مقطوع عن الواقع بشكل كبير، إلى درجة أنه مطلوب فحص إذا كانت تعمل من خلال دافع غير واع للتذمير الذاتي. ربما بسبب ذلك هذا ما قصده خلال سنوات من قالوا، إن اليهود غير مؤهلين للسيادة؟ ربما أن طاقة اليهود المناهضة للسيادة فعلت فعلها لإسرائيل؟.
في العام 2017 استضاف رئيس الحكومة وزوجته دائرة التوراة في منزلهم. في تلك المناسبة ذكر نتنياهو أن مملكة الحشمونئيم استمرت فقط 80 سنة. وقال، إنه يعمل على ضمان أن تصل إسرائيل إلى الـ 100 سنة. من كان يصدق أنه بعد 6 سنوات ستتم مهاجمة إسرائيل بشكل غير مسبوق ويتم إجراء نقاش في العالم حول مسألة حق وجودها. نتنياهو على ثقة بأنه «المختار». لكن الويل للمهمة التي من اجلها تم انتخابه، تفكيك دولة إسرائيل. ففي الوقت الذي ما زال يتحدث فيه عن محاولته لتجنيب اليهود قدرهم الذي يتمثل بفقدان سيادتهم مرة تلو الأخرى، هو يعمل على تبكير مواجهتهم الحتمية لهذا القدر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى