ترجمات عبرية

يديعوت: أثر استقالة اهارون حليفه

يديعوت احرونوت 24/4/202رونين بيرغمان: أثر حليفه 

في مناسبة بعيدة، في الأيام التي كانت تعيش فيها بلدات الغلاف بسلام وازدهار وبدا فيها ان الجيش يمكنه ان يتغلب بسهولة على تحديات محلية كحماس وحزب الله، في 24 تموز من العام الماضي قبل بضع ساعات من التصويت بالقراءة الثانية والثالثة على الغاء علة المعقولية، طلب وزير الدفاع يوآف غالنت من جنرالين كبيرين في هيئة الأركان المجيء لان يشرحها لاعضاء الائتلاف كم خطير سيكون هذا التصويت.

اللواء عوديد بسيوك، رئيس شعبة العمليات جاء ليشرح الضرر الشديد لمنظومة الاحتياط، واساسا للاسرابالعملياتية وللاهلية الفعلية للجيش الإسرائيلي واستعداده للحرب. تحدث رئيس شعبة الاستخبارات اللواء اهرون حليفه عن أنه منذ اكثر من نصف سنة اصبح هو وضباطه في الشعبة متشائمين جدا من المستقبل.

كتاب إثر كتاب إثر جلسة مع تقديرات خطورة متزايدة يحاولون شرحها لرئيس الوزراء والائتلاف بان قادة الجبهة المتطرفة خامينئي من ايران، نصرالله من لبنان والسنوارمن غزة يرون إسرائيل في ضعفها ويعتقدون ان هذه فرصة تاريخية محظور تفويتها ويجب الهجوم في اقرب وقت ممكن وانهم يؤمنون بان مثل هذا الهجوم سيكون مرحلة أولى في إبادة دولة اليهود.

يبدو ان معظم أعضاء الائتلاف والوزراء في الحكومة اتفقوا مع تقدير نتنياهو الذي بدا في حينه اكثر معقولا بالتأكيد. ما هي قصة الحرب؟ هذا مجرد هذيان من أولئك اليساريين في قيادة الجيش الذين ببساطة يستخدمون اخطارات عابثة كي يقنعوهم الا يستولوا على الحكم.

بسيوك وحليفه جلسا مذلولين في غرفة خصصوها لهما باستثناء وزيرين جاءا وواحد على الهاتف لم يأتِ أحد. حليفه عاد الى تل ابيب وبلغ مقربيه بانه يرى حربا كبرى تأتي، وامامها دولة منقسمة ومنشقة وائتلاف أعضاؤه غير مستعدين لان يسمعوا.

ليس في صالح الجيش

لا يمكن أن نعرف هل طرأت على بال حليوة أفكار الاستقالة في ضوء عدم الاكتراث، لكن في نهاية الامر كانت في رأس سلم أولوياته الدولة. يحتمل أن تكون مغادرة السفينة في حينه من ناحيته الخطوة الواجبة في مصلحته هو، لكنها ليست بالتأكيد في مصلحة الجيش.

في المسار الذي اتخذه التاريخ في النهاية، كان حليوةهو رئيس شعبة الاستخبارات في 7 أكتوبر وكانت هذه حقا ورديته في واحد من الاخفاقين الحزبيين، السياسيين، الاستخباريين والعسكريين الأكبر في تاريخ الدولة.

في مساء ذاك السبت اللعين قال لبعض من مقربيه وزملائه انه بين من يتحملون المسؤولية. في قائمة المسؤولين المركزيين عن الكارثة الرهيبة يوجد حتى 15 مسؤول في الحكومة، في الكنيست وفي جهاز الامن. وهم، مثلما في كل كارثة ينقسمون الى ثلاث مجموعات:

الأولى، أولئك الذين لا يفهمون كيف على الاطلاق يرتبطون بالحدث. احد الأكثر قربا من نتنياهو قال انه يجب ان نرى في 7 أكتوبر “ليس اكثر من حدث على الحدود”. بمعنى انه حدث لم يجيد الجيش معالجته. في هذه المجموعة أيضا وزير الدفاع غالنت، رفع اصبعه في ذاك المساء، رغم كل الاخطارات، ومعه كل باقي وزراء الكابنت.

في الجيش يوجد من كانوا في منصب ذي صلة حتى قبل لحظة تماما ولا يفهمون كيف يمكن لولايتهم الطويلة في المنصب ان تكون ساهمت في الإخفاق. كهؤلاء يوجد أيضا في اذرع أخرى في جهاز الامن.

في المجموعة الثانية أولئك في الجيش وفي جهاز الامن ممن اعلنوا مثل حليفه بعد وقت قصير من الهجوم بانهم يتحملون المسؤولية بل وسينفذون ذلك فور الحرب.

في المجموعة الثالثة، هناك من اعلنوا بانهم مسؤولون بل وعملوا بما يتناسب مع ذلك. يتبين أنه بين الإعلان وبين تنفيذه يوجد خط واضح جدا. حليوة هو الوحيد الذي اجتاز هذا الخط، الأول المستعد لان يدفع الثمن. في الجيش وفي جهاز الامن يعرفون بان الحرب انتهت في بداية منتصف كانون الثاني. واضح ان انتهاء الحرب هو مجرد ذريعة. حسب خطط الجيش يفترض ان تستمر لسنتين أخريين على الأقل بقوى متدنية. فهل فكر احد ما بان كل القيادة السياسية والأمنية، أولئك المسؤولون، عليهم أن يبقوا في مناصبهم حتى ذلك الحين؟

خطأ في تركيز الخطر

لا يزال من السابق لاوانه التقدير اذا كانت استقالة حليفه ستؤدي الى موجة استقالات. من الصعب الافتراض أن تثير الأفكار لدى المستوى السياسي. ولعل هذه الأفكار تكون في الاتجاه المعاكس بان ها هو واحد آخر غيرنا اخذ المسؤولية.

هذا لا يعني أن الكثيرين ممن فشلوا على مدى تاريخ دولة إسرائيل بكل اخفاقاتها قد تطوعوا لاخذ المسؤولية والاستقالة. حالة اسحق رابين بعد حساب الدولارات او كرمي غيلون بعد اغتيال رابين كانتا استثنائيتين. رئيس اركان حرب يوم الغفران دافيد العازار، قائد المنطقة الجنوبية شموئيل غونين ورئيس شعبة الاستخبارات ايلي زعيرا ازاحهم قادتهم او لجنة التحقيق. رئيس الموساد تسفي زمير نجا من اللجنة لكنه لم يفكر للحظة بأخذ المسؤولية عن الكارثتين الكبريين في زمن ولايته مقتل الرياضيين في ميونخ، والاغتيال المغلوط للهامر؛ اريئيل شارون اجبر مناحم بيغن على اقالته بعد صبرا وشاتيلا عندما رفض قبول استنتاجات لجنة التحقيق؛ رئيس الشباك ابراهام شالوم لم يأخذ ابدا المسؤولية عن قضية خط 300؛ رئيس الموساد شبتاي شافيت لم يأخذ المسؤولية عن عمليتين فظيعتين لحزب الله وقعتا في ورديته؛ رؤساء البنوك لم يأخذوا المسؤولية عن قضية الأسهم التي الحقت ضررا تكتونيا باقتصاد إسرائيل. والقائمة لا تزال طويلة ونهايتها في رئيس الوزراء نتنياهو الذي رفض رفضا باتا الاعتراف بمسؤوليته قبل وبعد نشر استنتاجات لجنة ميرون.

عمليا، حليفه لم يعمل حسب التقاليد الإسرائيلية العامة بل اخذ مسؤولية شخصية كقائد، ونفذها في شكل الإعلان عن اعتزال الخدمة.

ان الخطأ الحرج في قراءة وجهة حماس يعود لرئيس ا لشباك رونين بار وجهازه، ورئيس شعبة الاستخبارات “امان” حليفه وجهازه، والى جانبهما الاجماع الذي شارك فيه كل باقي اسرة الاستخبارات في ذات الخطأ الفتاك. يوجد برأيي ثلاثة مستويات من المسؤولية لذنب رئيس امان في اخفاق استخباري من هذا النوع، فضلا بالطبع عن الإخفاق العسكري العمليات السياسي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى